شاع في المدينة خبر فتاة، في مقتبل العمر، تمشي مشية مقلوبة إلى الوراء.. سارع الناس إلى التجمهر على أرصفة الشوارع التي تسلكها كل صباح، ذاهبة إلى مقر عملها.. حيث تعمل كموظفة بفرع أحد البنوك الدولية.. والغريب في مشيتها المقلوبة تلك، أنها لا تصطدم بأحد، وتقطع الطرقات من الممرات المخصصة للراجلين، وكأن في رأسها من الخلف عينين إلكترونيتين.
عرضها أهلها على طبيب نفساني.. خصص لها جلسات علاجية طويلة ومتعددة.. لم يتوفق في علاجها، فعرض حالتها على من اعتبره أفضل منه خبرة وكفاءة، لكن دون جدوى، فكتب موضوعا مفصلا عن حالتها في مجلة متخصصة تصدر في عاصمة دولة عظمى، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي يحضره الأخصائيون وفعاليات المجتمع المدني لمناقشة هذه الحالة مخافة تحولها إلى " موضة ".
ما زالت الفتاة تمشي مشيتها المقلوبة.. وما زال الطبيب ينتظر.